مواضيع مهمة

بالصوت والصورة

كتب فى النحو

الثلاثاء، 28 يوليو 2015

مقرر النحو عبر حلقاتى ( 1, 2 , 3 )


(الحلقة الأولى)
·  الموضوعات التي سوف ندرسها في هذا المستوى  هي تتعلق بالمنصوبات وهي كما يلي :-
1.    الباب الأول / باب التعدي واللزوم .
2.    الباب الثاني / المفاعيل الخمسة . وهي ( المفعول به – المفعول له – المفعول المطلق – المفعول فيه – المفعول معه ) .
3.    الباب الثالث / الإستثناء .
4.    الباب الرابع / الحال .
5.    الباب الخامس / التمييز .
·  من الكتب التي تساعد على الإستزاده في هذه المواضيع ونرتبها من الأسهل إلى الأصعب وهي :-
1.    كتاب النحو الأساسي   لأحمد مختار عمر .
2.    متممة الآجروميه     للحطاب .
3.    جامع الدروس العربيه   للشيخ مصطفى غلاييني .
4.    أوضح المسالك لألفية ابن مالك   لإبن هشام الأنصاري – وهو المقرر المعتمد ولكن قد نزيد بعض المسائل وننقص بعضاً .
5.    التصريح بمضمون التوضيح    للشيخ خالد الأزهري رحمه الله .
·  موضوع الحلقة (باب التعدي واللزوم )
المقصود بالمتعدي: هو الذي ينصب المفعول به بنفسه أي بدون واسطة .
مثال : أكرم محمدٌ والدَه و سمع عليٌ الدرسَ .
فالفعل: أكرم , والفعل سمع  هذه يسمونها متعدي لأنها نصبت المفعول به بنفسه بدون واسطة , ويقابل هذا الفعل اللازم وهو عكس المتعدي يعني أنه لا ينصب المفعول به بنفسه .
مثال فعل : ذهب , ذهب محمدٌ إلى السوق  , لا يستطيع فعل ذهب أن ينصب كلمة السوق بمعنى أن نقول  ذهب محمدٌ السوق . فهذا لا يصح , وهذا الفعل الذي لا يستطيع أن ينصب المفعول به بنفسه يسمونه لازماً .
وكذلك الفعل :  خرج لا تستطيع أن تقول خرج محمدٌ البيتَ وهذا لا يصح بل لابد أن تقول خرج محمدٌ من البيت  فهذا الفعل خرج  لازم لأنه لا يستطيع أن ينصب المفعول به بنفسه , هذه إذاً صورة مختصره وبسيطة عن التعدي واللزوم .
طبعاً هذا عنصر من عناصر الدرس التي منها :-
1.    التعريف . 2 . أقسام الأفعال من حيث التعدي واللزوم .
·       حكم الفعل المتعدي: أنه ينصب المفعول به بنفسه .
·       الفعل اللازم حكمه: أنه يتعدى إلى المفعول به بواسطة حرف الجر .
أمثلة:-  1. من أمثلة الفعل المتعدي ( أكرمسمع – ضرب – أكل ).
2.    أمثلة الفعل اللازم ( جلس – خرج – ذهب – شرُف – حسُن ).
3.    من أسماء الفعل المتعدي ( متعدي – ومجاوز ) أي تجاوز الفاعل إلى المفعول به ونصبه.
من أسماء اللازم ( لازم – وقاصر ) أي قصر عن نصب المفعول به . شرف  محمد  ،  حسُن محمد  لم ينصب   لأنه قاصر
4.     
· أقسام الأفعال من حيث التعدي واللزوم ثلاثة أقسام وهي :-
1.  ما لا يُوصف بتعدي ولا لزوم وهي كان وأخواتها فهي لا توصف بتعدي ولا لزوم لأنها حالة خاصة ليس لها مفعول به بل لها إسم ولها خبر .
2.    المتعدي هذا أيضا له درجات وهي :-
ü ما يتعدى إلى مفعول واحد . مثل فعل أكرم أكرم محمدٌ خالدً , تعدى إلى مفعول واحد وهذا شأن كثير من الأفعال المتعدية تتعدى إلى مفعول به واحد.
ü ما يتعدى إلى مفعولين . وهي ظن وأخواتها مثال ظننت الشمسَ طالعةً  , ظننت الجوَ صحواً , حسبتُ الشجرةَ رجلاً فهذه تعدت إلى مفعولين الشجرة مفعول به أول  , ورجلاً مفعول به ثاني  , ومثلها أعطى تقول , أعطيت الفقيرَ ثوباً,   هنا مفعولين الأول الفقير والثاني ثوباً .    
ü ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل . وهي الحد الأقصى .وهي أعلم وأرى مثال :أعلمتُ علياً النحوَ سهلاً , فهنا أعلم نصبت ثلاثة مفاعيل , فعلياً مفعول به أول – والنحو مفعول به ثاني – وسهلاً مفعول به ثالث .
· الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين ممكن أن نفرعهما تفريعاً آخر – منها ما يتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر وذلك ظن وأخواتها , ومنها ما يتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر وهذا ما يعرف بأفعال المنع والمنح– مثل أعطى وكسا هذين الفعلين تتعدى على مفعولين ليس اصلهما المبتدأ والخبر .
3 الفعل اللازم ومن أمثلته ( ذهب – شرُف – كرُم – جلس )
للفعل المتعدي علامتان :-
1. أولاً / أن ينصب هاء الضمير غير المصدرمثال زيدٌ أكرمته , فإذا نصب الفعل الهاء التي تعود على إسم سابق فهو متعدي  مثال عليٌ أحببته , ففعل أحب متعدي .  والدليل أنه نصب الهاء التي تعود على إسم سابق .
وكذلك مثال  التفاح أكلته,فهنا الفعل أكل متعدي لأنه نصب هاء الضمير التي تعود على التفاح .
وشرطنا أن لا تعود هذه الهاء على مصدر لأن الهاء التي تعود على مصدر ينصبها حتى الفعل اللازم .
مثال عندما أقول – الخروج خرجته ,فهنا لا يدل كون هذا الفعل نصب هذه الهاء لا يدل على كونه متعدي لأن هذه الهاء هاء المصدر السابق ,كذلك مثل  الذهاب ذهبته , لا يدل كون الفعل ذهب نصب هذه الهاء لا يدل على أنه فعل متعدي لأن هذه الهاء تعود على المصدر السابق الذهاب , والهاء في هذين المثالين ليست مفعول به بل هي مفعول مطلق لأنها هاء المصدر .إذاً هذه العلامة الأولى أن ينصب الفعل هاء غير المصدر .
2. ثانياً / أن يصاغ منه إسم مفعول تام فتقول ( مضروب – مُكرم – مسموع  ) , الفعل الذي تستطيع أن تصوغ منه إسم مفعول تام إعلم أنه متعدي , مثال الولد مضروب , الفعل ضرب فعل متعدي لأننا أستطعنا أن نصوغ منه إسم مفعول تام , لو أتينا للفعل اللازم – هل أستطيع أن أقول - البيت مجلوس - وأصوغ من افعل جلس إسم تام . هنا تجد أنه لا يستقيم معك وأنك تحتاج أن تأتي بجار ومجرور بعده فتقول -البيت مجلوسٌ فيه , وكذلك مثلاً  السوق مذهوبٌ إليه , فالفعل اللازم لا تستطيع أن تصوغ منه إسم مفعول تام.
· إذن ذكرنا للفعل المتعدي علامتين وهي كما ذكرنا أن يستطيع أن ينصب هاء غير المصدر  وكذلك أن تستطيع أن تصوغ منه إسم مفعول تام .
علامات الفعل اللازم:هناك عدة علامات إذا جاءت نعلم أنه هذا الفعل لازم بعضا يرجع إلى الوزن يعني إذا جاء الفعل على وزن معين نعلم أنه لازم . وبعض العلامات ترجع إلى معاني معينه فالفعل إذا كان يدل على معنى معين فالغالب أنه لازم . وبعض العلامات لا تتصل بهذين الأمرين .
من علامات الفعل اللازم :-
1.    أن لا يصاغ منه إسم مفعول تام: بل لابد من جار ومجرور فتقول البيت مذهوب إليه  أو مجلوس فيه ونحو ذلك .
2.    أن لا ينصب هاء الضمير بنفسه : إذا ما أستطعت أن تنصب هاء الضمير بهذا الفعل فأعلم أنه لازم
مثال الدرس فرحت به ,لا تستطيع أن تقول فرحته إذاً فرح لازم لأنه لم يستطيع أن ينصب هاء الضمير بنفسه, وكذلك تقول السوق ذهبت إليه  ذهب هنا لم يستطيع أن ينصب الهاء بنفسه , أما بالنسبة لهاء المصدر فليست علامة على تعدي الفعل أو لزومه لأنه ينصبها اللازم وينصبها المتعدي , أيضاً من علامات الفعل اللازم هناك علامات ترجع إلى الوزن فإذا جاء الفعل على وزن معين نعلم أنه لازم .
ومن هذه الأوزان  التي  يأتي عليها الفعل اللازم :-
·   وزن فعُل / إذا جاء الفعل على وزن فعُل فأعلم أنه لازم . مثل ( شرُف – كرُم – حسُن – قبُح – لؤُم ) كل هذه أفعال لازمه  , لأنها جاءت على هذا الوزن .
·       وزن إفعَللَّ / مثل  (  إقشَعرّ  - أشمأزّ ) فهذه أفعال لازمهإقشعر جلده  وأشمأز منه .
·   وزن إفعنللَ / مثل ( إحرنجَمَ -  إقعنسس ) وزن إفعنلل وما شابهها فهذه أفعال لازمه لأجل مجيئها على هذا الوزن . ---- إحرنجم القوم --- يعني إذا أجتمعوا .
·   وزن إفعنلى / طبعاً الكلمات قد تكون قليلة على هذا الوزن لكن مثل ( إحرنبى ) كقول ---- إحرنبى الديك -------- بمعنى تهيأ للقتال .
·       وزن تفعلل / مثل ( تدحرج ) فتقول  تدحرجت الكرة فتدحرج فعل لازم لمجيئه على هذا الوزن.
·       وزن إفعلّ / مثل ( إحمرّ – إخضرّ – إسود ) فتقول مثلاً  إخضرّ الزرعُ ومثلاً إحمرت الوردةُ .
ومن الأوزان ما يرجع على معانٍ معينه فمن ذلك ما دل على سجية أو طبيعة معينه مثل ( حسُن – قبُح – كرُم ) هذه طبائع أو ما دل على شيء عارض يأتي ويزول مثل ( مرِض ) يأتي عليه الفعل اللازم غالباً  , ومن المعاني التي يأتي عليها الفعل اللازم أيضاً الفعل الذي يدل على مطاوعة  ومعنى المطاوعة أن يقبل التأثير تقول مثلاً كسرتُ القلم فأنكسر فالفعل إنكسر فعل مطاوع قبل تأثير الفعل الأول تقول كسرته فأنكسر - فأنكسر هذا فعل لازم لأنه دل على مطاوعه ,كذلك ما دل على نظافه وما دل على دنس هذه أفعال لازمه مثال ما دل على نظافة طهُر )
مثال ما دل على دنس خبُث ) هذه المعاني تدل على اللازم غالباً .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
(الحلقة الثانية)
بعد الحديث وما ذكرنا في الحلقة الماضية نأتي إلى تنبيه مهم وهو :-
س1 / هل يُمنع الفعل اللازم من نصب غير المفعول به ؟
بمعنى مثلاً الفعل خرج – هذا فعل لازم لأنه  لايجوز أن أقول خرجته ومخروج لكن ألا يجوز أن أقول  خرجت يوم الخميس كيف الآن من نصب خرج الآن ؟ فنقول الممنوع يا أخي الكريم أن الفعل اللازم ممنوع من نصب المفعول به فقط , لكن لا يُمنع أن ينصب الظرف مثل هذا المثال ولا يُمنع أن ينصب المفعول المطلق مثل قولك خرجتُ خروجاً و ذهبت ذهاباً , ولا يُمنع من نصب المفعول لأجله فتقول جرجتُ خوفاً من التأخر , ولا يُمنع أيضاً من نصب المفاعيل الآخرى . فالفعل اللازم ممنوع من نصب المفعول به لكن ممكن أن ينصب غير المفعول به فينصب المفعول فيه الذي هو الظرف وينصب المفعول لأجله والمفعول المطلق والمفعول معه .
مسألة س2 / هل يجوز حذف حرف الجر وبقاء عمله ؟
بمعنى هل يجوز أن آتي إلى فعل لازم ثم أحذف حرف الجر بعده وأبقي الكلمة مجرورة مثال ذهبتُ إلى السوقِ
هل يجوز أن آتي إلى حرف الجر هذا وأحذفه وأقول ذهبتُ السوقِ مثال آخر جلستُ في البيتِ  أحذف حرف الجر وأقول جلستُ البيت وأبقي كلمة البيت مجرورة .
ج2 / نقول هذا لا يجوز وما ورد من ذلك فهو شاذ كبيت جرير :-
إذا قيل أيُ الناسِ شر قبيلة                أشارت كليبٍ بالأكفِ الأصابعُ
الشاهد ( أشارت كليب ) يعني أشارت إلى كليب .وهذا شاذ .
س3 / هل يجوز حذف حرف الجر بعد الفعل اللازم ونصب ما بعده ؟
مثلاً جلستُ البيتَ حذفت حرف الجر ونصبت الكلمة هل يجوز مثل هذا ؟ مثال آخر فعل مر أقول مررتُ زيداً  بدلاً من أن أقول - مررتُ بزيداً  هل يجوز هذا ؟
ج3 / نقول حذف حرف الجر ونصب المجرور على قسمين :-
1.    القسم الأول / قياسي يعني يمكن أن تستعمله في قياس في كلامك في كتاباتك ولا ضير عليك في ذلك متى يمكن حذف حرف الجر ونصب ما بعده قياساً ؟ قالوا  قبل بعض  الأحرف ( أن  أنّ - كي ) فقبل هذه الأحرف يجوز أن تحذف حرف الجر وتنصب ما بعده .وذا على رأي المؤلف عليه رحمة الله مثال  الفعل عجب  هو يتعدى بواسطة حرف الجر فتقول عجبتُ أنكَ حاضر وأصل الكلام أن تقول  عجبتُ من أنك حاضر فحذفنا حرف الجر من وجعلنا أن مع ما بعدها في محل نصب, لأن الأصل في الفعل عجب أن يتعدى بمن ومن ذلك قول الله تعالى ( أوعجبتم أن جاءكم ) يعني أوعجبتم من أن جاءكم . فحذف حرف الجر وأن مع ما بعدها في محل نصب مثال تقول فرحتُ انَك حاضر - فرح : فعل لازم لا يتعدى إلا بحرف الجر وأصل الكلام فرحت بأنك حاضر فحذفنا حرف الجر وأن مع ما بعدها في محل نصب مثال قوله تعالى ( لعلك باخعٌ نفسكَ ألا يكونوا مؤمنين )الأصل أن هناك حرف جر بعد باخع فحُذف قبل أن وهذا الحذف هنا كلمه غير واضحه مثال تقول أُضطررتُ أن أعمل كذا أصل الكلام أُضطررت إلى أن أعمل كذا ومثل ذلك قوله تعالى (شهد الله أنه لا إله إلا هو ) الأصل هو  (شهد الله بأنه لا إله إلا هو)فالفعل شهد هذا فعل لازم مثالكي قوله تعالى ( كي لا يكون دولةً ين الأغنياء منكم ) فهنا حذف حرف الجر لأن كي الناصبة التي تنصب الفعل لابد من تقدير حرف الجر قبلها , فهي هنا نصبت الفعل كي لا يكون فعل منصوب بكي فلابد من تقدير حرف الجر قبلها  لكي إذن حذف الجر ونصب ما بعده قياساً يكون مع ( أن – أنّ  كي )
§       هناك سؤال / الحرف المصدري هذا يعني (أن – أنّ ) هو في محل نصب مع ما بعده ؟
يعني مثل  فرحت أنك حاضر  أنك حاضر الآن حذفت حرف الجر والحركه غير ظاهرة فهل أقول أنك
حاضر  في محل نصب لهذا الفعل - يعني حذف حرف الجر ونُصب الفعل يعني تعدى أو أقول لا هذه في محل
جر بهذا الحرف الجر المقدر أبن هشام رحمه الله تعالى إختار أن يكون أن مع ما بعدها في محل نصب وغيره من
 النحويين إختاروا أن  (  أن  )  مع ما بعدها أن محلها الجر وهو رأي سيبويه رحمه الله وهو الصحيح
وهناك شرط شرطه إن هشام وقال يشترط  لحذف حرف الجر أمن اللبس يعني ما قع في لبس يعني ما يمكن
أحذف مع رغب . يعني أقول رغبت أن أفعل كذا .لأننا الآن ما ندي عن المحذف هل هو ( رغبت في ) أم
(رغبت عن ) .. فأشترط أمن اللبس , قلنا حذف حرف الجر ونصب ما بعده على نوعين وقلنا الأول قياسي
وهو مع الأحرف التي ذكرنا ( أن – أنّ – وكي ) .
القسم الثاني / سماعي موقوف على السماع . وهذا يمكن أن نفرعه تفريعين :-
·       أولاً / أن يكون جائز في الكلام النثري .
·       ثانياً / أن يكون خاصاً بالشعر .
فقد يحذف حرف الجر وينصب ما بعده في النثر وهذا موقوف على السماع . ويحصل هذا مع بعض الأفعال
تقول شكرتُ له - أشكر لك وقد تعديه وتقول أشكرك - شكرته الأكثر أن يكون باللام في كتاب الله
أن أشكر لي ولوالديك ) ويجوز أن تقول شكرته  فهذا سماعي مع هذا الفعل ومثله الفعل نصح تقول
أنصحُ لك وتقول أنصحك في كتاب الله تعالى الأكثر اللام كقوله تعالى ( وأنصح لكم ) فهذا خاص بهذه
الأفعال وما شابهها .فيحصل الحذف مع هذه الأفعال وما شابهها .
وهناك بعض الأفعال سُمع فيها في تركيب معين مثل دخل  تقول  إذ دخلت الدار ومثل سكن تقول
سكنت الشام في مثل هذه التعبيرات حُذف حرف الجر ونُصب ما بعده ومثل في إعراب دخلت لدار
وسكنت الشام منصوب على نزع الخافض الخافض الذي هو الجار  نُزع الخافض فنُصبت الكلمة .
وحملوا على ذلك قوله تعالى ( لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) . الأصل لأقعدن لهم في صراطك أو على
صراطك . فنُزع الخافض ونُصبت هذه الكلمة هذا سماعي مع ما ذكرنا من الأفعال أو التراكيب المعينة .
وقد يحصل نزع الخافض هذا في الشعر إذا إضطر الشاعر لمثله  زمن ذلك قول جرير :-
تمرون الديار ولم تعوجوا                   كلامكموا إذا عليّ حرامُ
ومعنى البيت : أنكم تمرون الديار ولا تأتون إلينا فأنا أحرم ويقول هذا لأحبابه رغبةفي إستزارتهم .
الفعل مر الأصل فيه أنه فعل لازم لا يتعدى إلا بواسطه حرف الجر مررت بزيد فالشاعر هنا حذف
حرف الجرالأصل تمرون بالديار  فنقول في الديار  منصوب على نزع الخافض وهذا خاص بالشعر والشاعر له
وضع معين .
تلخيص ما ذكرنا : نقول أن حذف حرف الجر وبقاء الكلمة مجرورةً  هذا شاذ ولا يجوز هذا .
أما بالنسبة لنصب الكلمة نقول هذا إما أن يكون ( قياساً أو سماعاً )
فالقياس مع ( أنّ- وأن- وكي) والسماع على نوعين ( خاص بالنثر - وخاص بالشعر )
الخاص بالنثر مثل ما ورد مع الأفعال ( نصح – وشكر ) فهذه الأصل أنها لازمه وتتعدى كذلك .
وقد يكون هذا خاص بالشعر , قال إبن مالك رحمه الله تعالى
وعدِ لازماً بحرف جرِ                 وإن حُذف فالنصب للمنجر
نقلاً وفي أنّ وأن يطرد                  مع أمن لبسٍ كعجبتُ أن يدو
المعنى أنه يطرد مع أنّ وأن ولم يذكر كي.
هناك يا أخي في المتعدي واللازم جزئية وهي يعبرون عنها يقولون وسائل تعدية اللازم :
س / هل يمكن أن يكون هذا اللازم متعدياً ؟
هناك وسائل تُسمع فتجعل  من هذا الفعل اللازم متعدياً من وسائل تعدية اللازم : -
1.  دخول همزة التعدية على الفعلذهب فعل لازم فإذا أدخلت عليه همزة التعدية تعدى  مثال ذهب زيد ندخل همزة التعدية فنقول  أذهبتُ زيد  - أذهبته  فبدخول هذه الهمزة دخل الفعل .
مثالخرج محمدٌ أخرجت محمداً  دخول هذه الهمزه حول الفعل من فعل لازم إلى فعل متعدي .
2.    التضعيف : وهو  تشديد عين الكلمة أي وسطها مثال الفعل فرح عندما تقول - فرّحتُ زيداً
الآن الفعل فرح متعدياً بسبب التضعيف وهو التشديد .
3.    إضافة ألف فاعل في وسطه مثال الفعل جلس تقول  جالستُ علياً .
الفعل  مشى فعل لازم  تقول مشيت إلى  البيت - مشيت من البيت فتضيف الف فاعل فتقول ماشيته –
سايرته فهنا تعدى الفعل بهذه الواسطه .
4.  زيادة الهمزه والسين والتاء على الفعل اللازم .فيتعدى بذلك مثال الفعل قبُح فعل لازم حسُن فعل لازم وبإضافة الألف والسين والتاء فتقول إستقبحته أو إستحسنته هنا تعدى الفعل بهذه الوسيله وبهذه الوسائل نحكم على الفعل اللازم على أنه متعدي مع هذه الوسائل ,والذي يصلح مثال على المواضع الأربعه الفعل نزل مثاله نزل محمد من السيارة فتقول بالهمزه   أنزلتُ محمداً هنا تعدى بالهمزه بالتضعيف تقول  نزّلتهُ - نزّل الله المطر و بألف فاعلتقول نازلتهُ بالهمزه والسين والتاء تقول إستنزلتُه فتعدى الفعل بهذه الوسائل المذكوره .
نأتي ببعض الأبيات التي ذكرها وأتى بها إبن مالك رحمه الله حول هذه الحلقة والحلقة الماضيه قال في علامات الفعل المتعدي  :
علامة الفعل المعدى أن تصل                 هاء غير مصدر به نحو عمل
فأنصب به مفعوله إن لم ينُب                   عن فاعلٍ نحو تدبرت الكتب
فعرف الفعل المتعدي وذكر مثالاً عليه واللازم على العكس منه .
ننبه إلى أن من وسائل  قد يأتيك فعل فما تعرف وتستعمل العلامات فيشق عليك مثل ذلك الرجوع إلى المعجمات مهم جداً في معرفة المتعدي واللازم كلسان العرب وأسهل منه القاموس المحيط فإذا أتى بالفعل ونصب به الضمير فأعلم أنه متعدي تقول مثلاً  ضربه مجرد ما ينصب الهاء فأعلم انه متعدي, ويأتيك فعل لاتعرف هل هومتعدي أم لازم جرب هل ينصب الضمير . أو راجع المعجمات اللغويه فتدلك على أنه متعدٍ أو لازم .




(الحلقة الثالثة)
كنا تحدثنا في الحلقتين الماضيتين عن التعدي واللزوم وبعد ذلك نأتي إلى أول المفاعيل :-
1.  أولاً / المفعول به : وهو ما وقع عليه فعل الفاعل , أكرمت محمداً - الإكرام وقع على محمد,      شربت الماء -الشرب وقع على الماء .
وقد تفرق الحديث عن  المفعول به في عدة مواضع من الكتاب منها:-
§       أسماً ظاهراً  مثل أكرمت علياً .
§       قد يأتي ضميراً كقولك  أكرمته  أو  أكرمتك  أو  أكرمتني .
§       وقد يتقدم أحيانا على الفاعل مثل قوله تعالى{ ولقد جاء آل فرعون النذر} أو كقولك أكل التفاحةَ عليٌ وأيضاً قوله تعالى {وإذ إبتلى إبراهيمَ ربُهُ}. وقوله تعالى{ إنما يخشى اللهَ من عبادهِ العلماءُ ْ} .
§       وقد يتقدم على الفعل  مثل  زيداً قابلتُ ونحواً قراءتُ  وقوله تعالى {فريقاً هدى} .
الفعل كما ذكرنا في باب التعدي واللزوم أنه قد يتعدى إلى مفعول به واحد وقد يتعدى إلى مفعولين وقد يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل , وهذا كله تم شرحه في الحلقتين السابقتين بالتفصيل .
س1 / الفعل إذا تعدى إلى مفعولين كيف أعرف أن هذا هو المفعول الأول وهذا هو المفعول الثاني ؟
مثال  ظننتُ الشمس طالعةً كيف أعرف أن هذا هو المفعول الأول .
ج1 / هناك وسائل يُعرف بها المفعول الأول من المفعول الثاني منها :-
1.    أن المفعول الأول كان مبتدأً في الأصل فما كان مبتداً في الأصل فهو المفعول الأول مثال ظننتُ زيداً قائماً , زيد / كان مبتدأً في الأصل فهو المفعول الأول وقائماً/كان خبراً في الأصل إذاً فهو المفعول الثاني .
2.    ما كان فاعلاً في المعنى فهو المفعول الأول , وما كان مفعولاً به في المعنى فهو المفعول الثاني مثال أعطيت الفقيرَ ثوباً .
§       من ناحية الإعراب  : أعطيت / فعل وفاعل ,الفقير / مفعول به أول , ثوباً / مفعول به ثاني .
§       من ناحية المعنى :هل الفقير  هو الفاعل أم الثوب هو الفاعل . يعني الفقير هو الآخذ وإلا المأخوذ نجد أن الفقير هو الفاعل في معناه . وكذلك في المعنى الثوب مأخوذ أي مفعول به في المعنى .
3.    إذا كان لدي مفعول دخل عليه حرف جر ومفعول لم يقترن به حرف جرمثال اخترتُ زيداً من القوم لو نظرت للمثال لوجدت أن زيد لم يتصل به لم يدخل عليه جار , وكلمة القوم دخل عليها جار , فأيهم المفعول الأول ؟فنقول أن المقيد بالجار هو المفعول الثاني , أما غير المقيد بالجار فهو المفعول الأول  فزيد هنا غير مقيد بجار فهو المفعول الأول . وكلمة القوم مقيدة بجار فهي المفعول الثاني .
س2 / ما حكم تقدم أحد المفعولين على الآخر ؟ هل يجوز أن يتقدم المفعول الثاني على الأول ؟
ج2 / نقول الأصل الجواز مثال أعطيت زيداً درهماً أو تقول أعطيت درهماً زيداً ,كيف تعرف المفعول الأول من المفعول الثاني منها فنقول طبق ما ذكرناه سابقاً وقد يجب الأصل أن يكون الأول في مكانه والثاني في مكانه , وقد يجب العكس أن يتقدم الثاني على الأول وجوباً .
س3 / متى يجب الأصل ؟
ج3 / يجب الإلتزام بالأصل في ثلاثة مواضع :-
1.    الموضع الأول / إذا خيف اللبس مثال أعطيتُ زيداً عمرَ  , زيداً : مفعول به أول, عمرَ : مفعول به ثاني , فهنا لا يجوز أن أقول أعطيت عمراً زيدَ لأنه سيتغير المعنى . ويتغير الآخذ من المأخوذ .
2.    الموضع الثاني / إذا كان الثاني محصوراً فيه بواسطة ( ما – إلا – إنما )مثال ما أعطيت زيداً إلا درهما
الآن حصرت إعطائي زيد في الدرهم ,ودائماً المحصور لابد أن يؤخر . حصرت الدرهم بواسطة إلا فحينئذ لابد
 من تأخيره .
3.    الموضع الثالث / أن يكون الأول ضميراً والثاني إسماً ظاهراً فإذا كان ضمير لابد أن يلتصق بالفعل   مثال أعطيتكَ ألفاً  المفعول به الأول الكاف -وألفاً المفعول به الثاني فيجب حينئذٍ تقدم الكاف لأني لو أخرت سينفصل الضمير وقد أمكنني أن أصله ,مثال  قوله تعالى { إنا أعطيناكَ الكوثر} فتقدم المفعول الأول على الثاني وجوباً إذاً هذه المواضع الثلاثة يجب أن يتقدم فيها المفعول الأول على الثاني قد يجب العكس .
س4 / متى يتقدم الثاني على الأول وجــــــــــوباً ؟
ج4 / يجب أن يتقدم الثاني على الأول وجوباً في ثلاثة مواضع وهي :-
1.    الموضع الأول / إذا أتصل بالمفعول الأول ضميرٌ يعود على المفعول الثاني مثال  أعطيتُ المالَ مالكَهُ.
المال : مفعول به ثاني , ومالكَ مفعول به أول  كيف هذا ؟ المالك أليس هو الماخذ أليس هو الفاعل في المعنى
 إذاً هو المفعول الأول والمال أليس هو المأخوذ بلى إذاً هو المفعول به الثاني .
§       لماذا تقدم المفعول به الثاني على الأول ؟
قالوا لأنه إتصل بالمفعول الأول ضمير يعود على الثاني .ولا يجوز في العربيه أن أعود الضمير على شيء لم يأتي بعد .بل أُعيد الضمير على شيء سبق فلا يصح أن أقول  أعطيت مالكه المال  لأنه هنا لم يتبين مالك ماذا .
2.    الموضع الثاني / إذا كان المفعول الأول محصوراً ,القاعده المحصور لابد أن يؤخر,مثال ما أعطيتُ الدرهمَ إلا زيداً , فحصرت المفعول الأول الذي هو زيد فلابد أن يتأخر .
3.    الموضع الثالث / أن يكون المفعول الأول إسماً ظاهراً والثاني ضميراً مثال  الدرهمَ أعطيته زيداً      الدرهم : منصوبه بفعل محذوف , أعطى : فعل ينصب مفعولين ,المفعول الأول زيداً والمفعول الثاني الهاء التي تعود على الدرهم .
§       لماذا حكمت على أن الهاء مفعول به ثاني  و زيد مفعول به اول   ؟
§       نقول لأن زيد هو الفاعل هو الآخذ في المعنى فهو المفعول الأول والهاء هو المأخوذ في المعنى فهو المفعول الثاني ولكن نظراً لأن المفعول الثاني جاء ضميراً فيجب أن يتقدم .
س5/ هل يجوز أن أحذف المفعول به ؟
ج5 يمكن ذلك فمن الممكن أن تقول -أكلتُ  ولا تذكر ماذا أكلت  أو تقول قرأتُ ولا تذكر ماذا قرأت
فيُحذف المفعول به وذكروا أغراضاً لحذفه وقد يكون الغرض أحياناً لحذف المفعول به لفظي وأحياناً يكون
 الغرض لحذفه معنوي , فالغرض اللفظي مثلاً :-
·       كالإيجاز. { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا } يعني فإن لم تفعلوه فالهاء هنا حذفت وهي تعود على المفعول به المذكور في أول الآية .
·       أيضاً تناسب الفواصل مثل قوله تعالى { والضحى , والليل إذا سجى , ما ودعك ربك وما قلى } فالمفعول به محذوف في قوله {قلى} والمعنى ما قلاك . فهنا حذف المفعول به قالوا لتناسب الفواصل أي تناسب آخر الآيات .
§       وقد يكون حذف المفعول به لغرض معنوي مثل :-
·       الإحتقار  يعني المفعول به ما يستاهل أن يُذكر مثل قوله تعالى { كتب الله لأغلبنّ أنا ورسُلي }في كلمة لأغلبن: أين المفعول به هنا والمعنى لأغلبن الكافرين وحذفوا إحتقاراً لهم .
·       أيضاً يحذف للإستهجان كأن يكون شيء يُستقبح قيُترك ذكره . كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها تقول ( ما رأى مني ولا رأيت منه ) والمعنى ما رأى العورة فحُذف المفعول به للإستهجان , إذاً ممكن أن يُحذف المفعول به لغرض لفظي أو معنوي أو غير ذلك من الأغراض ليس كالفاعل في وجوب ذكره .
س6 / هل يجوز حذف المفعول به في كل موضع ؟
ج6 / الإجابـــــــة لا أحياناً يمتنع حذف المفعول به إذا كان ذكره مهم في المثال.
س7 / متى يمتنع حذف المفعول به ؟
ج7 / يمتنع حذف المفعول به في موضعين :-
1.    إذا كان محصوراً وذلك لأن الحصر يتنافى مع الحذف و ولأن الحصر يدل على الإهتمام  الحصر دليل على الإهتمام  مثال عندما تقول  إنما أكرمت علياً  فهنا حصر الإكرام على علي وهذا يدل على الإهتمام ولا يجوز حذفه, و تقول  ما قرأتُ إلا نحواً  فلا يصلح أن تقول ما قرأت وتحذف الباقي .
2.    وإذا كان جواباً لسؤال  مثال عندما أقول لك من أكرمت ؟فلابد أن تأتي بالمفعول به وتقول أكرمت علياً  مثلاً وتذكر المفعول به لأنه جواب السؤال .
قال أبن مالك رحمه الله تعالى في هذه المسألة الأخيرة :-
وحذف فضلةً أجز إن لم يضر                    كحذف ما سيق جواباً أو حُصر
وحذف فضله : المفعول به أجزه , إن لم يضر : إذا حصل ضرر بحذفه متى يحصل شيء من هذا الضرر فأجاب وقال ما سيق جواباً : جواب سؤال , أو حُصر : أي كان محصوراً .فحينئذٍ لا تحذفه .
ثم بعد هذا قام الدكتور بمراجعه سريعه للدرس خلال دقيقتين .
 
copyright © 2013 حركاتو النحوية
GooPlz Mustafa Elahmady. Powered byShaKhs ElmajhoOoL